كتب ومتون كتاب الجنّة ونعيمها
أشجار الجنّة وثمارها وظلالها

أشجار الجنّة وثمارها وظلالها

كتاب الجنّة ونعيمها

الجنّة ونعيمها لقد جعل الله سبحانه وتعالى في الجنّة من أسباب النعيم والملذات وأسباب الراحة ما يُسعد المؤمنين ويسرّ ويريح نفوسهم. فقد ذكر الله الأشجارَ وثمارها وظلالها في القرءان الكريم بآيات بينات تركن إليها نفوس المؤمنين وتطمئن، يقول ربنا سبحانه وتعالى: ﴿إنَّ المتقين في ظلال وعيون﴾ ويقول تعالى: ﴿هُم وأزواجهُم في ظلال على الأرائِك متكئون﴾ فهناك في دار النعيم أشجار عظيمة إذ ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إنَّ في الجنَّة لَشَجَرَةً يسيرُ الراكبُ في ظلّها مائةَ عام لا يقطعها" رواه البخاريّ فاقرأوا إن شئتم ﴿وظلٍ ممدود﴾.
وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال: كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولون: إن الله عز وجل ينفعنا بالأعراب ومسائلهم، أقبل أعرابي يومًا فقال: يا رسول الله لقد ذكر الله عز وجل في القرءان شجرة مؤذية، وما كنت أرى أن في الجنة شجرة تؤذي صاحبها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "وما هي؟" قال: السّدْر، فإن لها شوكًا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يقول الله عز وجل ﴿في سدر مخضود﴾، يخضد الله شوكه (أي يقلع) فيجعل الله مكانَ كل شوكة ثمرةً، فإنها تنبت ثمرًا" ومِن كَرَم الله تعالى أن جعل كل شجر الجنة سيقانها من ذهب.
وجاء في وصف ما لأهل الجنة من ثمار يأكلونها تلذذًا وليس جوعًا ما ورد في قوله تعالى: ﴿فيهما فاكهة ورمان﴾ (سورة الرحمن/68) يقول ابن عباس في تفسيرها: نخل الجنة جذوعها زمرد أخضر وكرانيفها ذهب أحمر (والكرانيف هي أصول السّعف) وسَعَفها، وثمرُ الجنةِ أمثالُ القلال، وأشدّ بياضًا من اللبن وأحلى من العسل وأليَنُ من الزبد، وثمار أشجرا الجنة كما قال عنها ربنا ﴿لا مقطوعة ولا ممنوعة﴾، أي لا مقطوعة بالأزمان ولا ممنوعة بالأثمان ولا تنقطع إذا جُنيت، ولا تُمنع إذا أُريدت.
ويقول ربنا سبحانه وتعالى: ﴿وذللت قطوفها تذليلاً﴾ (سورة الإنسان/14) أي أن أهل الجنة يأكلون من ثمار الجنة قيامًا ومضطجعين على أي حال شاؤوا.
وتبيانًا لتنوع الثمار في الجنة يقول ربنا سبحانه وتعالى: ﴿كلما رُزقوا من ثمره رزقًا قالوا هذا الذي رزقنا من قبل وأُتُوا به متشابهًا﴾ (سورة البقرة/25).
أي أن ثمر الجنة إذا جُني خَلَفَه مثلُه، فإذا رأوا ما خلف الثمر المجنيَّ اشتبه عليهم فقالوا: هذا الذي رزقنا من قبل. وثمر الجنة متشابه بالجودة وهو يشبه ثمار الدنيا بالاسم غير أنه أحسن منه في المنظر والطعم والحجم.